نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حمدوك يجدد دعوته للسلام في السودان.. ويحذر من «العزلة الدولية» - دليل الوطن, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 05:41 مساءً
جدد رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، دعوته إلى وقف الحرب الدائرة في البلاد، عبر مبادرة «نداء سلام السودان»، وذلك تزامناً مع الذكرى الثانية لاندلاع القتال، ومحذراً في الوقت نفسه من أن نهج مواجهة المجتمع الدولي والذي قاد لعزلة السودان ثلاثين عاماً، أخذ يطل برأسه من جديد، معتبراً أن التهديدات العسكرية ضد بعض دول الجوار والدعوة المرفوعة ضد دولة الإمارات في محكمة العدل الدولية مؤشر خطِر.
وقال حمدوك في رسالته: «تمر علينا الذكري الثانية لهذه الحرب المدمرة التي اجتاحت بلادنا من أدناها إلى أقصاها، وإنه من المؤسف حقاً وعلى الرغم من كل ما لحق بالبلد وشعبه من الموت والدمار والخراب، ما زال صوت البندقية هو الأعلى وما زالت أطراف الحرب تتوعدنا بالمزيد من القتل والدمار والإجهاز على ما تبقى من حطام الوطن».
واستطرد: «إنه لمن دواعي الأسف أيضاً أن قوى نظام الإنقاذ البائد، الذي أسقطه شعبنا العظيم في ثورة ديسمبر المجيدة، لاتزال تؤجج نار الحرب ولا يهمهم إلا ما يعيدهم الى كراسي السلطة ويحافظ على ما نهبوه من موارد الشعب السوداني. كما أن الانتشار الواسع للممارسات الداعشية مؤخراً، يعيدنا لذات الممارسات والارتباطات التي كانت قد أدرجت السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب طوال عمر النظام المباد، وتهدد اليوم بتحويل السودان الى أرض خصبة لجماعات التطرف والإرهاب الدولي».
وأشار رئيس الوزراء السوداني السابق، إلى أنه ومن المقلق للغاية أن نهج النظام السابق في زعزعة الاستقرار في دول الجوار والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي والذي قد قاد لعزلة البلد ثلاثين عاماً، أخذ يطل برأسه من جديد. ولعل التهديدات العسكرية الصادرة مؤخراً ضد تشاد وجنوب السودان وكينيا ودول الإقليم والدعوة المرفوعة ضد دولة الإمارات في محكمة العدل الدولية مؤشرات خطيرة في ذات الاتجاه.
وقال حمدوك: «إننا نثمن ونقدر عالياً تحمل دول الجوار ودول الإقليم عبء استضافة الملايين من أبناء الوطن الذين شردتهم الحرب كما نقدر مساهمة هذه الدول مع المجتمع الدولي في العديد من المبادرات الرامية لوقف الحرب. وعوضاً عن البحث عن كبش فداء علينا التحلي بشجاعة الاعتراف بأن هذه الحرب أشعلتها أيدٍ سودانية وعلى عاتق السودانيين وحدهم تقع مسؤولية وقفها فوراً».
وأضاف حمدوك: لست بحاجة الى تكرار الحديث عن الآثار المدمرة لهذه الحرب وما تعانونه من ويلات أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، فمعاناتكم ماثلة أمام كل ضمير حي وكل من في قلبه ذرة من إنسانية. وأود أن أحيي هنا كل المبادرات الوطنية في مواجهة الكارثة الإنسانية والتي تقودها بشجاعة نادرة غرف الطوارئ والتكايا والطرق الصوفية. كما أعرب عن التقدير العميق لكل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي لم تبخل على الشعب السوداني أمام محنته الإنسانية. وفي هذا السياق أرحب بمبادرة المملكة المتحدة بعقد الاجتماع الوزاري بلندن اليوم حول الأزمة السودانية وأدعو الدول المشاركة فيه للخروج بقرارات عملية تساهم في وضع نهاية لمعاناة السودانيين بما في ذلك تدابير عاجلة لحماية المدنيين.» وأضاف حمدوك: «لقد ظللنا نسعى، منذ اندلاع هذه الحرب اللعينة، لإسكات البنادق ووقف فوري للقتال يحفظ للوطن وحدته ويضع حداً للويلات التي تواجهونها من قتل ونهب وجوع وتشرد، حتى نتفرغ الى إيجاد حل سياسي يؤسس لمشروع وطني يضمد الجراح التاريخية والمعاصرة وفق أسس المواطنة المتساوية والاعتراف بالتعدد واستنهاض طاقات الوطن. ومن المؤسف والمحزن أن التعنت والإصرار على الحسم العسكري ولو على حساب الوطن ومعاناة شعبنا المنكوب يقفان حجر عثرة أمام كل مبادرات المخلصين من أبناء السودان وجهود الإقليم والمجتمع الدولي».
وأكد حمدوك أنه «أمام التحشيد والتسليح وقرع طبول الحرب والتشظي ومخاطر التقسيم وانزلاق البلد نحو الهاوية، لن نمل من الدعوة للاحتكام الى صوت الحكمة من اجل الحفاظ على السودان. وأقول لطرفي القتال لا توجد حلول عسكرية مهما طال الأمد وكفى معاناة شعبنا ودمار بلدنا. أمام المهددات التي تواجه الوطن لم يعد امامنا اليوم وقت للمناورات وشراء الوقت ولا بد من خطوات عاجلة».
وأوضح أن «أخطر ما تمخضت عنه هذه الحرب اللعينة هو تفشى خطاب الكراهية والحض على العصبيات القبلية والجهوية وارتكاب أفظع المجازر وقطع الرؤوس وبقر البطون وذبح أسر بأكملها بناء على هذه العصبيات. وإن هذه الأفعال الوحشية ستؤدي بلا شك الى تحويل وطننا الى مرتع للجماعات الإرهابية. لذلك أناشد أبناء السودان المخلصين من مختلف أرجاء الوطن ببذل المزيد من الجهد للتصدي لخطاب الكراهية حفاظاً على الوحدة الوطنية كما نناشد الأسرة الإقليمية والدولية وكل القوى التي ظلت تحارب الإرهاب أن تتعامل مع ما يجري في السودان بحزم وعزم حتى لا يصبح السودان أكبر مهدد للسلم والأمن الدوليين».
وقال حمدوك: اننا ما زلنا نؤمن بأن إيقاف الحرب ممكن عبر مبادرة نداء سلام السودان التي أطلقناها في شهر رمضان المبارك مساهمة من تحالف صمود لإنهاء الحرب عبر خطوات عملية وواقعية وذات مصداقية تضم الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية في عملية واحدة تضع حداً للجمود الحالي وكانت أهم مرتكزاتها: عقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والإمن الإفريقي، بحضور قائدي الجيش والدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور والقوى المدنية، للاتفاق على هدنة إنسانية ووقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء السوداني السابق إن هذه العملية تُفضي «إلى وقف دائم لإطلاق النار واتفاق سلام شامل، وترتيبات دستورية انتقالية تنهض على توافق عريض واستعادة مسار ثورة ديسمبر في الانتقال المدني الديمقراطي وإرساء عملية عدالة وعدالة انتقالية تحاسب على الانتهاكات وتحقق الإنصاف للضحايا والاتفاق على مشروع وطني جديد يؤسس لنظام مدني ديمقراطي، يقوم على المواطنة بلا تمييز وفق نظام فيدرالي حقيقي وجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والاقتصاد، وتشكيل سلطة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة تتولى معالجة آثار الحرب وإعادة إعمار السودان وتقود البلد الى انتخابات. تتضمن المبادرة تدابير لبناء الثقة على رأسها وقف التصعيد الإعلامي بين الأطراف المتحاربة وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.
وذكر حمدوك: اقترحنا في نداء سلام السودان أن يصدر الاجتماع المشترك دعوة لعقد مؤتمر للمانحين الدوليين لسد فجوة تمويل الاحتياجات الإنسانية، وإطلاق عملية سلام شاملة يقودها السودانيون، تهدف إلى إيجاد حل سياسي يخاطب جذور الأزمة، عبر ثلاثة مسارات متزامنة ومتكاملة تشمل مسار إيصال المساعدات وحماية المدنيين، ومسار وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة تأسيساً على اتفاق جدة، والمسار السياسي بإطلاق حوار وطني يخاطب جذور الأزمة ويرسي سلاما مستداماً في البلد. وأن يطلب الاجتماع المشترك من كافة الأطراف الإقليمية والدولية الامتناع عن أي فعل يطيل أمد النزاع، ويفرض حظراً شاملاً على توريد السلاح لكافة أطراف النزاع، وضمان تجفيف موارد تمويل الحرب وتشكيل فريق عمل من الخبراء والمختصين السودانيين لقيادة جهود تقييم الأضرار الجسيمة التي خلفتها الحرب، ووضع خطة لإعادة الإعمار. والتعافي الوطني مع استكشاف موارد وحلول مبتكرة تتيح الشروع الفعلي في تنفيذها.
واختتم حمدوك بالقول: من أجل إيقاف النزيف، ومعالجة الكارثة الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين وضمان عودة آمنة للمشردين الى ديارهم ومدنهم وقراهم وبيوتهم ووضع أسس متينة تخاطب جذور الأزمات بما يجعل هذه الحرب آخر حروب والعمل معا لتحقيق الأهداف، نمد أيادينا لكل الحريصين على مصلحة البلد لتجاوز الخلافات، وسنظل منفتحين على كل الآراء والمقترحات البناءة وثقتنا كبيرة في أن تحظى مبادرة نداء سلام السودان بالدعم والالتفاف من كافة قطاعات شعبنا الرافضة لهذه الحرب والمشرئبة للسلام والاستقرار والتحول المدني الديمقراطي في وطن يسع الجميع».
0 تعليق