احتساب الغياب بنظام الحصص.. آلية دقيقة تضمن المرونة - دليل الوطن

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
احتساب الغياب بنظام الحصص.. آلية دقيقة تضمن المرونة - دليل الوطن, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 12:17 صباحاً

تحقيق: شيخة النقبي
استحدثت وزارة التربية والتعليم، النظام الجديد لاحتساب غياب الطلاب في المدارس الذي سبق أن اعتمدته الوزارة، ويطبق في المدارس الحكومية، لتعزيز انضباط الطلاب والتزامهم بالحصص الدراسية، وفي الوقت ذاته تحقيق مرونة للطلبة، حيث إن النظام الجديد اعتمد احتساب الغياب بنظام الحصص الدراسية، بدلاً من الغياب اليومي التقليدي، الذي كان يُجرى مرة واحدة في اليوم الدراسي سابقاً، أما النظام الجديد فيسجّل حضور الطلبة مع بداية كل حصة دراسية.
بحسب تفاصيل النظام الجديد، يسجّل الغياب بناء على الحصص الدراسية في اليوم الواحد، أي يرصد الغياب ثماني مرات أو اقل وفقاً لعدد الحصص في اليوم الدراسي، حيث يسجّل الطالب ب «غياب يوم دراسي كامل» في نظام المنهل، في حال تغيبه عن ثماني حصص كاملة، أو تأخره، أو استئذانه خلال اليوم الدراسي لثلاث حصص فأكثر. ووفقاً للنظام الجديد، في حال تغيّب الطالب عن حصة واحدة فقط خلال اليوم الدراسي، فسيظهر ذلك في نظام المنهل، غياباً عن الحصة المحددة فقط، وليس عن اليوم بأكمله.
والتغيّب المتكرر من دون عذر رسمي سيؤدي إلى تسجيل مخالفة من الدرجة الثانية، ما يترتب عليه خصم ما يعادل ثماني درجات من السلوك.
الوقت المفقود
«الخليج» التقت عدداً من المعلمين والتربويين الذين تحدثوا عن هذه القضية، حيث قالت المعلمة فدوى الزغل، «هذه الآلية وسيلة دقيقة لتقييم الوقت الفعلي الذي يفوته الطالب من العملية التعليمية، وله تأثيرات مباشرة وإيجابية في المستوى الأكاديمي للطلبة، ما يوفر صورة أوضح عن الوقت التعليمي المفقود، ما يساعد الهيئة الإدارية والتدريسية على تقييم تأثير الغياب في استيعاب الطالب للمواد، ويتيح اتخاذ إجراءات تدخل مبكرة (مثل تقديم الدعم الأكاديمي أو المشورة) لتلافي تراكم الفجوات التعليمية، ويعزز الانضباط بزيادة المشاركة الصفية والتفاعل مع الدروس، وهو عامل مهم في تحسين التحصيل الدراسي، ويعزز جودة العملية التعليمية، عبر قاعدة بيانات للطلبة تبين مدى أوقات الدروس التي تكون أكثر عرضة لفقدان التركيز أو التشتت، ومن ثم يمكن تعديل أساليب التدريس أو تنظيم الجداول الزمنية لتعويض الفجوات وتحقيق نتائج أكاديمية أفضل، وتعزيز الحضور المنتظم، ويعزز اهتمام الطلاب بالمحتوى التعليمي، ما يسهم في تحسين استيعابهم للمواد الدراسية، ويرسّخ قدرتهم على أداء الاختبارات والمهام الأكاديمية بنجاح».
الجانب الاجتماعي
قالت المعلمة فدوى إن هذا ليس مقتصراً على الجانب الأكاديمي فقط، فالانضباط والحضور المنتظم يعززان الجانب الاجتماعي والنفسي للطلبة، فالطلبة الذين يحضرون دروسهم بانتظام يكونون أكثر اندماجاً في المجتمع المدرسي، ما يسهم في بناء علاقات إيجابية، وزيادة الثقة بالنفس، وتطوير مهارات التواصل، والتحديات أو المشكلات المشتركة التي تؤثر في حضور الطلبة مثل صعوبات النقل، الظروف الأسرية، أو المشكلات الصحية.
دقة في المتابعة
قالت المعلمة يمنى جمال إن نظام الغياب الجديد يضمن الدقة في متابعة الحضور الطلابي، وتعزيز الانضباط الأكاديمي، ورفع مستوى الالتزام والمواظبة لدى المتعلمين أثناء اليوم الدراسي.
ولفتت إلى أن احتساب الغياب بناءً على الحصص يُسهم في رفع مستوى الأداء الأكاديمي للطلبة، عبر مراقبة دقيقة للحضور وتقديم دعم مخصص للطلاب الذين يحتاجون إلى تدخل تعليمي مبكر، ما يؤدي إلى تحسين العملية التعليمية بشكل عام، حيث يشعر الجميع بمسؤوليتهم تجاه الالتزام بالمواعيد الدراسية، وهذا يعزز بيئة تعليمية منظمة تُشجع على الانضباط الذاتي، ما ينعكس إيجاباً على سلوك الطلبة وأدائهم الأكاديمي. وتعد هذه الآلية نتاج المتابعة الحثيثة وحرص وزارة التربية التعليم على تحسين جودة حياة الطالب ورفع المستوى الأكاديمي.
الحد من الغياب
أشارت يمنى جمال إلى أن هنالك 8 إرشادات يمكن اتباعها للحدّ من الغياب في المدارس، سواء من المؤسسة التعليمية أو من الأسرة وهي، تعزيز أهمية التعليم بالنسبة للطلاب وأولياء الأمور وبيان دوره المهم في تحقيق النجاح، الأكاديمي أو المهني، وتحسين البيئة التعليمية، بجعل المؤسسة التعليمية بيئة جذابة عبر البرامج الترفيهية، والأنشطة التفاعلية، وإشراك أولياء الأمور في متابعة حضور الطلاب وانصرافهم وغيابهم، بالاعتماد على التقنيات الحديثة في التحضير الإلكتروني للطلاب، وتقديم الدعم للطلاب الذين يعانون مشكلات اجتماعية أو نفسية يمكن أن تعوق حضورهم بانتظام إلى المدرسة، ومكافأة الطلاب المنتظمين في الحضور.
إيجابيات وسلبيات
قال التربوي سند مجاهد «نظام احتساب الغياب المدرسي للطلبة خطوة إيجابية لضبط الالتزام بالحضور اليومي للطلبة، ويعمل على تعزيز الانضباط لدى الطلبة، ويعزز مستوى التحصيل الدراسي لديهم. ومن إيجابيات السياسة الجديدة دقة التقييم حيث سيربط الغياب بدرجات السلوك وهذا يجعل الطلبة أكثر دافعية للالتزام بالحضور اليومي. ومن الإيجابيات أيضاً مشاركة وفعالية دور أولياء الأمر في متابعة حضور أبنائهم بشكل أكثر دقة». وأضاف «ومن السلبيات، أنه قد يُشكل ضغطاً نفسياً على الطلبة خاصة مع تشديد العقوبات على الغياب وتطبيق اللوائح السلوكية وخصم درجات من السلوك خاصة عند الغيابات الطارئة لأحوال أسرية أو قهرية، ولذلك يجب أخذ هذا في الحسبان، عند تطبيق السياسة الجديدة لأن هناك بعض الغيابات لوضع أسري ولا يستطيع ولي الأمر تقديم عذر رسمي وهذا يسبب عبئاً على الأهل، ولهذا تحتاج السياسة الجديدة إلى تطبيق مرن يراعي الحالات الاستثنائية التي يمكن وضع آلية لاحتساب غيابها».
نظام منصف
قال عدد من الطلاب وأولياء أمور ل «الخليج» إن نظام احتساب الغياب السابق أثر في مشاركتهم في الأنشطة الرياضية، وأن الأوضاع الخارجة عن إرادتهم تضطرهم للتأخر عن المدرسة لحصة أو حصتين، وتسجيلهم متغيبين عن اليوم الدراسي كاملاً ظلم.
وقالت ولية الأمر مريم محمد «لدى ابني مواعيد شهرية في المستشفى، ونظراً للآلية القديمة التي تحسب الغياب ليوم كامل، كان ابني في اليوم الذي لديه موعد يتغيب عن الحضور المدرسي، بينما الآن وبعد تغيير الآلية يستطيع الذهاب للمدرسة فور الانتهاء من موعده».
نظام منصف
قال الطالب أحمد الرئيسي، في المرحلة الثانوية «أذهب للمدرسة يومياً أنا وإخوتي مع السائق، لذا أصل متأخراً بعض الأحيان لأسباب منها الازدحام، حيث تكون الحصة الأولى قد بدأت وسجّلوني غائباً كل اليوم، علماً بأنني أكون حاضراً الحصص السبع، لذا يعد النظام الجديد منصفاً».
أنشطة رياضية
ذكر الطالب عيسى جاسم أنه يشارك في أنشطة رياضية مدرسية، ما يضطره أحياناً للتغيب عن حصص، لكنهم يسجّلونه غائباً كل اليوم، ما أدى إلى أن يمتنع عن التسجيل فيها، على الرغم أنه من المتميزين رياضياً، وينال ميداليات ذهبية، ولكن خوفه من الغياب ترتب عليه رفضه للمشاركة في كثير من الأنشطة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق