24 أبريل.. فجر حضرموت الجديد - دليل الوطن

أنباء عدن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في حضرموت، حيث تعانق رمال الأرض الذهبية زرقة البحر الابدية، ويتنفس الزمان عبقا من حكايات الأولين، شهدت حاضرة حضرموت المكلا، اليوم فعاليات احياء الذكرى السنوية التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من براثن التطرف والارهاب. البداية كانت مع العرض العسكري المهيب لقوات المنطقة العسكرية الثانية والنخبة الحضرمية الذي شهده اللواء الركن احمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعلي عبد الله الكثيري رئيس الجمعية الوطنية وفادي باعوم عضو هيئة الرئاسة واللواء الركن سعيد المحمدي رئيس انتقالي حضرموت وعدد من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية. والختام كان بمليونية "حضرموت أولًا" الداعمة للنخبة الحضرمية، والتي شاركت فيها مئات الآلاف من أبناء حضرموت من مختلف المدن والقرى والأرياف، وممثلي محافظات الجنوب الاخرى.

ان يوم الرابع والعشرين من أبريل 2016، لم يكن  يوما كباقي الأيام، بل كان صفحة جديدة تضاف إلى سفر البطولة، التي سطرها وهج النصر الممهور بتضحيات الأبطال. 

أطلت شمس ذلك اليوم لتعلن للوجود أن المدينة الحالمة، المكلا، وباقي مدن ساحل حضرموت، قد استعادت روحها المسلوبة من بين براثن الظلام.. لقد تحررت.

ففي مثل هذا اليوم من عام 2016، انطلقت صيحات النخبة الحضرمية كهدير السيل الجارف، زاحفة نحو معاقل تنظيم القاعدة الارهابي، بقلوب تحمل شرف الأرض ونداءَ التاريخ، في واحدة من أهم ملاحم التحرير في تاريخ الجنوب الحديث. لم تكن النخبة وحدها في هذا المشهد المهيب، فقد كان تحالف الإخوة العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة سندا وقوة، يرسخ في الذاكرة أن العروبة ليست حدودا جامدة، بل نبض واحد يسري في الضمير.

كانت عملية التحرير والنصر، عملية نوعية وخاطفة، وضعت نهاية لسيطرة تنظيم القاعدة  الارهابي على مدينة المكلا ومناطق اخرى من ساحل حضرموت، في مشهد أعاد الأمل، وبعث الروح في جسد كان يحاصره الخوف والظلام.

لم تكن معركة الرابع والعشرين من أبريل مواجهة عسكرية فحسب، بل كانت فاصلا تاريخياً بين زمنين: زمن الهيمنة الإرهابية، وزمن استعادة السيادة والأمن والاستقرار. فقد تقدمت النخبة الحضرمية بكل ثقة، متوكلة على الله عز وجل، ومستندة إلى إرادة شعبها، وإلى دعم صادق من حلفاء اختاروا الوقوف إلى جانب الحرية والحق.

تساقطت عناصر القاعدة أمام زحف الرجال كاوراق الخريف، تجر اذيال الهزيمة والخزي والعار، وتبددت أوهامهم في ركام أوكارهم. وفي قلب المكلا، التي تحررت من قبضة الرعب، ارتفعت رايات العز مجددا، ترفرف على أنغام الانتصار المجيد.

لقد شكل هذا اليوم مفصلاً حاسماً في مسار حضرموت والمنطقة بأسرها، ودشن عهدا جديدا من الأمن والاستقرار، إذ لم يكن النصر عسكرياً فقط، بل كان أيضا بداية لمشروع متكامل في تثبيت الأمن، وتعزيز الاستقرار، وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم بأيديهم.

لقد كان للدور الإماراتي وتحالف الاخوة في هذا الفجر الجديد، حضور  كتبه التاريخ بحروف من نور، تجسد في الدعم اللوجستي والتخطيط والتأهيل، وفي الالتزام الصادق بمساندة أشقائهم ابناء حضرموت في معركتهم المقدسة ضد قوى الشر والارهاب.

وها هي حضرموت، بعد تسع سنوات على ذلك الفجر، تواصل المسير بخطى واثقة نحو غد مشرق، تستلهم من ملحمة النصر روح القوة والإرادة.

إن الرابع والعشرين من أبريل لم يعد مجرد تاريخ يحتفى به، بل تحول إلى رمز للكرامة والعهد.. عهد الرجال للرجال.. عهد بأن تبقى حضرموت آمنة شامخة، ما دامت النخبة درعها وسيفها، والشعب عينها الساهرة، والأشقاء نعم السند والعون.

الرحمة والمغفرة لشهداء حضرموت والجنوب، والشفاء للجرحى، ومن نصر الى نصر.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق