أعلن الكاردينال الإيطالي جيوفاني أنجلو بيتشو، ظهر اليوم الثلاثاء، أنه لن يشارك في المجمع المغلق (الكونكلاف) والذي سيتم خلاله انتخاب خليفة للبابا الراحل فرنسيس. ويبلغ بيتشو من العمر 76 عاماً، وقد صرّح بأنه مطيع لإرادة فرنسيس، في إشارة إلى البابا الراحل الذي كان قد طلب منه في عام 2020 الاستقالة من مناصبه في الفاتيكان والتنازل عن حقوقه ككاردينال، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بسوء الإدارة المالية.

ومن خلال اختياره عدم المشاركة في المجمع المغلق، يُظهر بيتشو، احترامه للقرار الذي اتُّخذ في حياة البابا فرنسيس، محافظاً على موقفه على الرغم من استمراره في التأكيد على براءته من تلك الاتهامات.

تفاصيل موعد بداية المجمع المغلق واختيار البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية

يفتتح المجمع المغلق لاختيار البابا الجديد في 7 مايو، وسيكون أقل تمركزاً حول أوروبا من أي وقت مضى؛ إذ أن أكثر من ثلاثة أرباع الكرادلة الـ135 الذين يحق لهم التصويت قد عينهم البابا فرنسيس، الذي أعاد تشكيل مجمع الكرادلة بتوزيع مختلف.

وقد عين البابا فرنسيس أكثر من ثلاثة أرباعهم (108 كرادلة)، بينما عيّن البابا بيندكت السادس عشر 22، والبابا القديس يوحنا بولس الثاني 5 فقط، ما يجعلهم هم فقط المخضرمين في المجمع.

ومن بينهم الكاردينال الفرنسي فيليب باربارين، والكرواتي يوسيب بوزانيتش، والبوسني فينكو بوليتش، والغاني بيتر توركسون.

كيف يتم انتخاب البابا في المجمع المغلق وأهم الإجراءات المتبعة

يسبق بدء المجمع المغلق في 7 مايو احتفال إفخارستي مهيب تُقام خلاله القداس الاحتفالي الخاص من أجل انتخاب الحبر الأعظم، يحضره الكرادلة الناخبون، بحسب الموقع الرسمي لأخبار الفاتيكان.

ويتقدّم الكرادلة الناخبون في موكب مهيب نحو كنيسة سيستينا، حيث يبدأ المجمع المغلق الذي سيتم فيه انتخاب البابا الجديد.

ويؤدي كل كاردينال ناخب القَسَم كما هو منصوص عليه في الوثيقة البابوية، والتي تنظم عملية انتخاب الحبر الأعظم. ومن خلال هذا القسم، يلتزم الكرادلة المنتخبون، في حال تم انتخاب أحدهم، بأداء مهمة بطرس بأمانة كراعٍ للكنيسة الجامعة، كما يتعهدون بالحفاظ على السرية التامة حول كل ما يتعلق بعملية الانتخاب، والامتناع عن دعم أي تدخل خارجي في المجمع.

ويبقى فقط داخل الكنيسة، رئيس الاحتفالات وكاهن معين مسبقاً لإلقاء عظة تأملية ثانية، تتمحور حول المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق الناخبين، وضرورة التصرف بنيّة خالصة من أجل خير الكنيسة الجامعة، واضعين الله وحده أمام أعينهم.

ضوابط المجمع المغلق

تُجرى جميع إجراءات الانتخاب داخل كنيسة سيستينا في القصر الرسولي بالفاتيكان، التي تُغلق بإحكام حتى انتهاء الانتخاب.

خلال فترة المجمع، يُمنع على الكرادلة الناخبين:

•إرسال أو تلقي رسائل أو إجراء مكالمات هاتفية (إلا في حالات طارئة جداً).

•قراءة الصحف أو المجلات.

•متابعة الإذاعات أو البث التلفزيوني.

•التواصل مع العالم الخارجي بأي شكل من الأشكال.

⁠

كم عدد الأصوات المطلوبة لانتخاب البابا؟

يتطلب انتخاب البابا الجديد أغلبية ثلثي عدد الكرادلة الحاضرين.

وإذا لم يكن عدد الكرادلة قابلاً للقسمة على ثلاثة، يُضاف صوت إضافي لتحقيق النسبة.

إذا بدأت عملية التصويت في فترة بعد الظهر من اليوم الأول، تُجرى جولة واحدة فقط.

في الأيام التالية، تُجرى جولتان في الصباح وجولتان في المساء.

يتم حرق أوراق الاقتراع، بعد كل جولة تصويت ويصدر الدخان من المدخنة فوق كنيسة سيستينا:

•إذا كان التصويت غير حاسم، يصدر دخان أسود.

•إذا تم انتخاب البابا، يصدر دخان أبيض.

إذا تعذّر الوصول إلى توافق بعد ثلاثة أيام متتالية، يُمنح الكرادلة استراحة ليوم واحد للصلاة والنقاش الحر.

ماذا يحدث بعد انتخاب البابا؟

فور انتخاب البابا الجديد، يقوم آخر شماس كاردينال باستدعاء سكرتير مجمع الكرادلة ورئيس الاحتفالات الليتورجية إلى كنيسة سيستينا.

يتوجّه عميد مجمع الكرادلة، جيوفاني باتيستا ري، بالكلمات التالية إلى المنتخب باسم الجميع:

«هل تقبل انتخابك القانوني حبراً أعظم؟»

وإذا وافق المنتخب، يُسأل:

«ما الاسم الذي تختار أن تُدعى به؟»

يُدوِّن رئيس الاحتفالات، بصفته كاتب العدل وبحضور شاهدين من موظفي الاحتفالات، وثيقة القبول والاسم المختار.

يكتسب البابا المنتخب السلطة الكاملة والفعلية على الكنيسة الجامعة، ويُعتبر المجمع المغلق منتهياً.

يُقدم الكرادلة فروض الطاعة للبابا الجديد، وتُرفع الصلوات شكراً لله.

ثم يظهر الكاردينال البروتو-شماس من شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليعلن للعالم:

«أُبشّركم بفرح عظيم: لدينا بابا!»

ويمنح البابا الجديد البركة الرسولية «Urbi et Orbi» للمدينة والعالم من الشرفة الرئيسية للكاتدرائية.

يقوم البابا الجديد بعدها بأخذ الحيازة الرسمية لكنيسة القديس يوحنا اللاتيراني، وهي الكاتدرائية الرسمية لأسقف روما.

مشاركة 135 كاردينالاً في الاجتماع المغلق لاختيار البابا الجديد

خلال 12 عاماً من حبريته، أعاد البابا فرنسيس تشكيل مجمع الكرادلة، ليصبح أقل تركيزاً على أوروبا وأكثر انفتاحاً على العالم.

ويعكس هذا التغيير ميل البابا الراحل لنقل مركز الثقل الكاثوليكي نحو الجنوب العالمي، مع التركيز على الأطراف.

ولأول مرة، وتمثّل 12 دولة عبر كرادلة ناخبين من أبنائها الأصليين.

وينتمي الكرادلة الناخبون الـ135 إلى 71 دولة مختلفة من القارات الخمس.