يقول عنه الكابتن خالد بن حترش: " لولا لم يغترب في السعودية لكان الحارس الأسطوري الأول على مستوى اليمن "، من فرط حبه للشعب أتى في أول استدعى بملابس العيد لعدم وجود طقم احتياطي للحراس، تصدى للعديد من الهجمات في مباراته الأولى وخرج مع الشعب فائزًا ضد نادي أهلي الغيل، وكان حارسًا لنادي الأخدود في نجران، غيور على نادي الشعب ولديه قصة شهيرة تتداولها الأجيال الشعباوية عمّا صنعه في إحدى المناسبات الرياضية كي لا يستهن بالكيان ولاعبيه.
تقرير: ناصر بامندود
في عام (1958م) في مديرية عرماء بمحافظة شبوة، ولد العم أحمد سالم بادخن، ولكنه ما لبث أن أنتقل مع عائلته إلى ديس المكلا وهو في عمر السادسة، فدرس بداية في مدرسة بحول بالقرب من جامع الشهداء، وسكن في المركزي بجوار بيت بن قبوس وبن الشيبة والمعلم.
أحب حراسة المرمى دون غيرها من المراكز في عمر الـ(13) لأنه كان يهوى القفز ويروق له طيرانه ملاحقًا الكرة، فبدأ من فريق باسويد في الديس، وكان يدربه على الحراسة كثيرًا صديقه علي أبو بكر المشجري- رحمه اللّه- وهو الشخص الذي ينصحه بالتدرب مع فريق الشعب.
الالتحاق بنادي الشعب:
انضم إلى قائمة نادي الشعب في عمر الـ(16) عام 1974م ولكن ظل حبيس دكة الاحتياط لمدة عامين، لصغر سنه، الأمر الذي أطره لقبول عرض نادي الميثاق بحي الشهيد، بيد أن في أواخر عام 1975م استدعي للانضمام إلى التشكيلة الشعباوية ضد نادي كوكب الشحر ومن فرط حبه للشعب أتى بملابس العيد لعدم وجود زي احتياطي، لكنه لم يشارك في المباراة، وفي العام التالي أصرّ عليه لاعبو ومشجعو فريق كرة قدم أن يكون حارسهم الأساسي، وكعادته لم يتأخر ولبى النداء الشعباوي، فكانت أولى مشاركته ضد نادي أهلي الغيل عام 1976م، تصدى فيها للعديد من الهجمات، وخرج الشعب منتصرًا في اللقاء.
ولمدة أربعة مواسم من (79/78/77/76) كان الحارس الأساسي للشعب، وذاع صيته بسبب المستويات الكبيرة التي كان يقدمها.
ميزاته كحارس:
من مميزات الكابتن أحمد بادخن أنه كان يرتقي بارتفاعٍ عال ممّا يمنع وصول الكرة إلى رأس الحربة، وكان يقرأ حركة رجل اللعب واتجاه الكرة في ضربات الجزاء الأمر الذي جعله يتصدى لركلات الجزاء كثيرة، وكذلك كان يصد الضربات القوية ممسكًا إياه بيديه، وعند اقتراب المهاجمين كان يخيفهم بالخروج بخطوة إليهم وإغلاق المساحة أمامهم.
رحلة السعودية:
في عام (1979م) وتحت وطأة نصائح بعض الأشخاص المغتربين في المملكة العربية السعودية، نصحوه باللعب في المملكة، فالرياضة هناك أكثر تقدمًا من رياضة البلاد، وأن مستواه يؤهله للاحتراف الخارجي، وبالفعل بدأ مسيرته من نادي الأخدود في نجران بمساعدة لاعبين من الجالية الحضرمية وأبناء المحافظات الشمالية فخاض معهم موسم كان الحارس الأساسي فيها وتألق مع الفريق وتوّج ببطولة المنطقة وكرم الفريق فيها أمير المنطقة، ولكن طموحات الكابتن أحمد كانت أكبر من نادي الأخدود، فذهب إلى جدة ليعرض نفسه على النادي الذي يشجعه الاتحاد، ولكن صدّم بإصدار قرار عدم السماح لغير المواطنين باللعب للأندية فأعد الكرّة مع النادي الأهلي وأتاه نفس الجواب، فحاول متشبتًا بتغير البوصلة إلى الرياض للعب لنادي النصر، حتى أنه تحدث مع ماجد عبد اللّه شخصيًا وكانت الإجابة نفسه، مستوياتك مميزة ولكن وزارة الشباب والرياضة للأسف تجرم اللعب بغير المواطنين، بيد أنه لم يستكن فقرر الاتجاه شرقًا نحو الدمام، فسكن في نفس الحي الذي يتواجد به نادي الاتفاق، وكان يحضر المباريات وكوّن صداقات مع أشخاص حول النادي، حتى نجح عيسى الدوسني من جعله يتمرن مع فارس الدهناء، غير أن القرار ظلّ يطارده فلم يستطع الالتحاق بالفريق.
ولأن حراسه المرمى تجري في دمه، كان حارسًا للجالية الحضرمية والجنوبية قبل العام 90، والجالية اليمنية بعد عام 90.
ما بعد السعودية:
بعد سنواتٍ طويلة من الاغتراب قرار العودة إلى مدينته المكلا، فحاول تطوعًا تدريب حراس مرمى شعب حضرموت عام 1993م، لكن لم تتح له الفرصة، فراح يدعم بعض الفرق الشعبية في سنوات عودته الأولى بكرات وميداليات، وكان الحارس الذي يبصر مستواه مميز يدعمه بقفزات ومستلزمات الحراسه.
تعلم من العم أحمد أبنائه حب الكيان الشعباوي والانتماء له، فابنه ( سالم) من الشباب المشجعين والمحبين للأبيض والأحمر، وتعلم من والده أن يذود عن الشعب بكل ما أوتي من إمكانيّة، حفظ اللّه العم أحمد وأطال في عمره.
0 تعليق