الإنفاق العسكري العالمي يقفز إلى مستويات تاريخية بسبب تصاعد الحروب.. فماذا عن “إسرائيل” والدول العربية؟ - دليل الوطن

عربى بوست 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الإنفاق العسكري العالمي يقفز إلى مستويات تاريخية.. فماذا عن "إسرائيل" والدول العربية؟ tr?id=2095306963815194&ev=PageView&noscr

بفعل تصاعد الحروب والنزاعات الممتدة حول العالم٬ كشف تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، أن الإنفاق العسكري العالمي ارتفع 9.4٪ عام 2024 مسجلاً 2.7 تريليون دولار٬ وهو أكبر ارتفاع على أساس سنوي منذ نهاية الحرب الباردة على الأقل. وسجلت الأرقام زيادة سنوية للعام العاشر على التوالي٬ مع تميز أوروبا والشرق الأوسط بأعلى نسب ارتفاع.

وبينما ضاعفت روسيا إنفاقها إلى 149 ملياراً وخصصت أوكرانيا 34٪ من ناتجها المحلي للدفاع٬ أنفقت الولايات المتحدة 997 ملياراً والصين 314 ملياراً على الإنفاق العسكري٬ في حين قفزت ميزانية إسرائيل إلى 65٪ بسبب حربها على غزة ولبنان٬ وتراجع الإنفاق العسكري لإيران 10٪ تحت وطأة العقوبات.

الإنفاق العسكري حول العالم يقفز إلى أعلى مستوياته منذ عقود

  • أظهرت بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة أدت إلى زيادة الإنفاق العسكري في جميع مناطق العالم، مع نمو سريع بشكل خاص في كل من أوروبا والشرق الأوسط.
  • وأفاد المعهد بأن أكثر من 100 دولة حول العالم رفعت إنفاقها العسكري في عام 2024. وأضاف أنه "مع تزايد أولوية الحكومات للأمن العسكري، غالباً على حساب مجالات أخرى في الميزانية، قد تُخلّف هذه التنازلات الاقتصادية والاجتماعية آثارًا بالغة على المجتمعات لسنوات قادمة".
  • وقد أدت الحرب في أوكرانيا والشكوك حول التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى ارتفاع الإنفاق العسكري في أوروبا (بما في ذلك روسيا) بنسبة 17%، مما دفع الإنفاق العسكري الأوروبي إلى ما هو أبعد من المستوى المسجل في نهاية الحرب الباردة.
  • من المتوقع أن يصل الإنفاق العسكري الروسي إلى نحو 149 مليار دولار في عام 2024، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 38% عن عام 2023 وضعف مستواه في عام 2015. ويمثل هذا 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا و19% من إجمالي الإنفاق الحكومي الروسي.
  • وارتفع إجمالي الإنفاق العسكري لأوكرانيا بنسبة 2.9% ليصل إلى 64.7 مليار دولار، وهو ما يمثل 43% من إنفاق روسيا. وبنسبة 34% من الناتج المحلي الإجمالي، ستتحمل أوكرانيا أكبر عبء عسكري بين دول العالم في عام 2024.
  • وأفاد التقرير أن "أوكرانيا تُخصص حالياً جميع عائداتها الضريبية لجيشها. وفي ظل هذه الظروف المالية المحدودة، سيكون من الصعب على أوكرانيا مواصلة زيادة إنفاقها العسكري".

أعلى الدول والمناطق إنفاقاً عسكرياً حول العالم  

  • ذكر التقرير أن أكبر خمس دول منفقة على السلاح في العالم ــ الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا والهند ــ شكلت 60% من إجمالي الإنفاق العالمي بإنفاق إجمالي بلغ 1.64 تريليون دولار.
  • ارتفع الإنفاق العسكري للولايات المتحدة بنسبة 5.7% ليصل إلى 997 مليار دولار، وهو ما يمثل 66% من إجمالي إنفاق حلف شمال الأطلسي و37% من الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024.
  • من المتوقع أن تنفق منطقة آسيا وأوقيانوسيا 629 مليار دولار في عام 2024، مع زيادة في الإنفاق العسكري قدرها 6.3% عن عام 2023 وأكبر زيادة منذ عام 2009.
  • وقال التقرير إن الإنفاق العسكري المتزايد يعكس "التوترات المتزايدة في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة في شرق آسيا"، حيث توسعت النفقات العسكرية بنسبة 7.8٪ إلى 433 مليار دولار في عام 2024.
الإنفاق العسكري كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، حسب الدولة لعام 2024 (المصدر: قاعدة بيانات الإنفاق العسكري لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام (سيبري)، أبريل 2025)
  • في حين شكلت الصين نصف إجمالي الإنفاق العسكري في آسيا وكانت ثاني أكبر دولة منفقة عسكرياً في العالم، حيث رفعت ميزانيتها إلى ما يقدر بنحو 314 مليار دولار، بزيادة قدرها 7% مقارنة بعام 2023. ويمثل هذا أكبر زيادة سنوية في الإنفاق العسكري للصين منذ عام 2015 والعام الثلاثين على التوالي من النمو.
  • وقال التقرير إن الإنفاق العسكري المتزايد للصين كان نتيجة لهدفها الطويل الأجل المستمر المتمثل في تحديث جميع مجالاتها العسكرية بحلول عام 2035، مما دفع العديد من جيرانها إلى زيادة الإنفاق. فعلى سبيل المثال٬ كانت الزيادة السنوية في عام 2024 الأكبر منذ عام 1952 لدى اليابان ورفعت العبء العسكري لديها إلى 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي – وهو أعلى مستوى منذ عام 1958. وتتماشى زيادة الإنفاق العسكري في اليابان مع خطتها للبناء العسكري للفترة 2022-2027، والتي تركز على قدرات الضربات بعيدة المدى وأنظمة الدفاع الجوي.
  • أما تايوان فقد زادت إنفاقها العسكري بنسبة 1.8% ليصل إلى 16.5 مليار دولار في عام 2024، مع تخصيص 18% من ميزانيتها لشراء أنظمة بحرية أمريكية وترقيات طائراتها المقاتلة من طراز إف-16. كما تعمل أيضاً على تطوير طائرات بدون طيار وأنظمة مضادة للطائرات بدون طيار وسط تصاعد التوترات مع الصين.

ماذا عن الإنفاق العسكري لدى "إسرائيل" ودول المنطقة؟

  • سجلت إسرائيل أكبر قفزة في الإنفاق العسكري منذ حرب 1967، إذ زادت ميزانيتها 65٪ وهو ما يصل إلى 46.5 مليار دولار، على الرغم من استمرار حربها في غزة واستمرار احتلالها مناطق من لبنان وسوريا وصدامها مع الحوثيين في اليمن٬ وتصاعد التهديدات بينها وبين إيران٬ التي انخفض إنفاقها العسكري بنسبة 10 ٪ إلى 7.9 مليار دولار، بعدما حدت العقوبات من قدرتها على التوسع العسكري.
  • وارتفع العبء العسكري الإسرائيلي إلى 8.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ثاني أعلى معدل في العالم٬ فيما احتلت دولة الاحتلال المرتبة 12 عالمياً في حجم الإنفاق العسكري لعام 2024. 
  • يذكر أنه بحسب دراسة نشرتها جامعة براون الأمريكية حول تكاليف الحرب في المنطقة في يناير 2025، فإن الولايات المتحدة أنفقت رقماً قياسياً لا يقل عن 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية لـ"إسرائيل" خلال عام فقط منذ هجوم طوفان الأقصى، أي من أكتوبر 2024 وحتى أكتوبر 2024. فيما قال الباحثون الذين أعدوا التقرير إن 4.86 مليارات دولار إضافية ذهبت إلى تكاليف الحملة التي تقودها البحرية الأمريكية ضد الحوثيين لحماية إسرائيل، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن.
رسم بياني لحجم الانفاق العسكري الأمريكي على إسرائيل خلال 75 عاماً وصل ذروته في معركة طوفان الأقصى (عربي بوست)
  • ورغم أن هذا الإنفاق هو الأعلى من أي سنة أخرى منذ أن قدمت أمريكا دعمها السنوي المخصص لـ"إسرائيل" بعيد نشأتها، فإن التقرير يقول "إن هذا المبلغ لا يمثل سوى جزء من الدعم المالي الأمريكي الحقيقي المقدم خلال هذه الحرب. كما أن هذا التقرير تم الانتهاء منه قبل أن تصعّد دولة الاحتلال حملتها ضد حزب الله اللبناني أواخر سبتمبر/أيلول 2024.
  • وقال الباحثون إنه على عكس المساعدات العسكرية الأمريكية الموثقة علناً لأوكرانيا، كان من المستحيل الحصول على التفاصيل الكاملة لما شحنته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، وبالتالي فإن مبلغ 17.9 مليار دولار لهذا العام هو رقم جزئي. واتهم الباحثون الإدارة الأمريكية السابقة ببذل جهود لإخفاء كميات المساعدات الكاملة المقدمة لإسرائيل وأنواع الأنظمة من خلال "المناورة البيروقراطية".
  • وبالنسبة لدول المنطقة وإنفاقها العسكري٬ تقول زبيدة كريم، الباحثة في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: "على الرغم من التوقعات السائدة بأن العديد من دول الشرق الأوسط ستزيد إنفاقها العسكري في عام 2024 إلا أن الزيادات الكبيرة اقتصرت على إسرائيل ولبنان. أما في أماكن أخرى، فلم تُزد الدول إنفاقها بشكل ملحوظ استجابةً للحرب في غزة، أو حالت القيود الاقتصادية دون ذلك".
  • وارتفع الإنفاق العسكري اللبناني بنسبة 58% في عام 2024 ليصل إلى 635 مليون دولار أمريكي، بعد سنوات من انخفاض الإنفاق بسبب الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية.
  • وتعد المملكة العربية السعودية أكبر دولة منفقة عسكرياً في الشرق الأوسط عام 2024 وسابع أكبر دولة منفقة عالمياً. حيث شهد إنفاقها العسكري زيادة طفيفة بنسبة 1.5٪، ليصل إلى ما يُقدر بـ 80.3 مليار دولار أمريكي، ولكنه لا يزال أقل بنسبة 20% مما كان عليه في عام 2015 عندما بلغت عائدات النفط ذروتها.

وفيما يلي جدول لحجم الإنفاق العسكري لدول المنطقة في عام 2024 (ضمن الدول الأربعين الأعلى إنفاقاً عسكرياً حول العالم)

رقم الترتيب بحسب التصنيف العالمي (2024)الدولةحجم الإنفاق العسكري (مليار دولار أمريكي)حجم الإنفاق من الناتج المحلي GDP بالنسبة المئويةحصة الإنفاق العسكري عالمياً بالنسبة المئوية
7المملكة العربية السعودية80.3 مليار دولار7.3%3%
12"إسرائيل"46.5 مليار دولار8.8%1.7%
17تركيا25 مليار دولار1.9%1%
20الجزائر21.8 مليار دولار8%0.7%
29باكستان10.2 مليار دولار2.7%0.4%
34إيران7.9 مليار دولار2%0.3%
35الكويت7.8 مليار دولار4.8%0.3%
39العراق6.2 مليار دولار2.4%0.2%
المصدر: معهد ستوكهولم لأبحاث السلام (سيبري)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق